دردشة قيادية
حفنة من الرمال
فى حديث هاتفي بين مسؤول المبيعات بشركة تدريبية كبرى ومدير الموارد البشرية بإحدي الشركات ، حاول الأول جاهداً أن يبيع للثاني مجموعة من البرامج التي ستترك أثراً فعالاً في أداء الموظفين، وقد توقع كالعادة أن يمتد النقاش الي التفاوض على سعر هذه البرامج.
ولكنه تلقى رداً مختلفاً هذه المرة، فقد اخترقت اذنه تنهيدة طويلة أطلقها مدير الموارد البشرية وكاد مسؤول المبيعات أن يشعر بحرارتها وهى تعبر اسلام الهاتف لتستقر في اذنه وتترك أثراً قوياً.
دفعته تلك التنهيدة للسؤال عن السبب، فأجابه مدير الموارد البشريه قائلاً:
أرأيت إن كنت تسير في تسير فى الصحراء فترى الرمال تتلألأ كالنجوم فتندفع بحماس وتحمل في كفيك حفنة كبيرة منها،ثم تكمل المسير مشياً أو قد تضطر إلى الركض أحياناً، ماذا سيحدث حينها ؟
مسؤول المبيعات: ستتسرب سريعاً من بين أصابع يدي وأصل إلى وجهتي خالي الكفين.
مدير الموارد البشرية: بالضبط هذا ما يحدث مع مدراء مؤسستنا ،اذا توقفنا عن بذل المال والجهد في هذه البرامج ،ففي النهاية لن يلبث الموظف حتى يترك الشركة عند أول فرصة.
مسؤول المبيعات: أنت على حق بالطبع، ولكنك لست على حق بالتأكيد؟
مدير الموارد البشرية: هل هذا لغز؟ كيف أكون ولا أكون ولا أكون على حق في نفس الوقت؟
مسؤول المبيعات: انت على حق في الأولى الان ليس تنظيم برامج للموظفين ،بل التأكيد من أن شركتكم هو افضل مكان يمكنهم العمل به إذا ما تمت مقارنتها بغيرها ، ولست على حق حين توقف برامج التدريب والتطوير ،فلابد للبرامج أن تستمر ولكن البداية هذه المرة من المدراء والقادة فهم من يحتاجون إلى البرامج.
فالقاعدة الذهبية تقول ” لايغادر الموظفين شركاتهم ،ولكنهم يغادرون العمل مع مديريهم ”
ولتعرف كيف،أطرح الأسئلة التالية على أي من موظفيك:
- هل تعلم بالضبط ما النتائج المطلوب منك تحقيقها؟
- هل تشعر ان كل مواهبك وقدراتك ونقاط قوتك مستثمرة جيداً؟
- هي يعترف مديرك ومن حولك بأي نجاح تحققه بطريقة تشعرك بالرضا؟
- هل يحفزك مديرك ويوجهك لإبراز نقاط قوتك
- هل تشعر أنك عضو له قيمة في الشركة؟
فإذا كانت الإجابات بنعم ،فسيكون من الصعب أن يترك الموظف الشركة.
مدير الموارد البشرية: ماذا إذا كانت الإجابة “لا” ؟
مدير المبيعات: هنا سأحضر حالاً إلى مكتبك لنضع خطة للتطوير،للقادة أولا قبل الموظفين فجميع ماسبق يندرج تحت عنوان “تأثير القيادة الفعالة على الموظف”
فالقائد هو من يقرر بطريقته أن يملأ كفيه “بحفنة من الرمال”تسقط من بين أنامله عند أى حركة أو *مجموعة من الجواهر* تظل تتلألأ فى كفيه ولا تسقط منها حتى لو قطع الطريق ركضاً طالما ظل ممسكاً بها ومستشعراً لقيمتها.
