تجارب قيادية
القيادة بفريق العمل
فريق العمل هو: تكليف مجموعة من الأفراد يملكون معارف ومهارات واتجاهات وسلوكيات وقيم العمل الجماعي؛لإيجاد حلول لمشكلة طارئة، أو تطوير عمل قائم، أو إدارة العمل الحالي مع القائد مرتبطين بالأهداف الخاصة بالمنظمة.
ومن أهمّ صفاتهم: العلاقات الإنسانية- الاحترام- التقدير- النزاهة- الشفافية- العمل بروح الفريق- الموضوعية- المرونة- التفكير الإيجابي- الجدّية- الابتكار- التواصل الفعّال– روح المبادرة، وغيرها.
ففرق العمل من أهم أساليب العمل الحديثة داخل المؤسسات الحكومية والخاصة، التي تهدف لتقليل الهدر المادي والزمني عند هذه الجهات، واستشراف المستقبل، وإنجاز الأعمال بصورة عاجلة من خلال جمع أفراد يملكون خبرات متميّزة في مكان واحد.
وقائد المنظمة بحاجة ماسّة لوجود فرق العمل تحت قيادته أو من يُنيبه –إذا كان يمتلك صفات القائد، وفريق العمل يرتبط بقائده، ويتشاور معه، ويلتزم بتوجيهاته التي تمّ الاتفاق عليها بين الأعضاء جميعًا، فالأصل في فرق العمل التكامل والإنجاز وليست الفرقة والتسويف.
وعلى قائد الفريق أن يُحسن اختيار أعضاء فريقه من حيث وعيهم بالعمل المكلفين به، ومن خلال ما يملكونه من خبرات تُساعد في سرعة الإنجاز؛ ليصل للتطوير المُستهدف أو حلّ المشكلات الطارئة، أو المشاركة في الإدارة، والابتعاد عن الاختيار الذي يرتبط بمصلحة خاصة أو قرابة شخصية أو منفعة مادية أو إدارية، أو يكون اختياره للمعارضة وتأخير العمل، وتثبيط همم زملائه، أو نقل ما يدور في اجتماعات الفريق.
وينبغي على قائد الفريق والأعضاء العمل من خلال الأهداف والمهام التي تم تحديدها مسبقًا لهم في قرار التكليف، والابتعاد عن الآراء الشخصية والانتصار لها، وكذلك الابتعاد عن (الأنا) الفوقية، وأن تتم نسبة الإنجاز للفريق جميعًا، دون استئثار أحدهم بما تمّ إنجازه؛ ليحصل على مكاسبه الخاصة التي كانت مخفية عن الفريق.
نحن في قيادتنا للعمل بروح الفريق لدينا أخلاقيات تنبع من مصادر ربانيّة ونبوية ومكارم عربية أصيلة.
قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّاۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة: 127
وجاء في السيرة النبوية الشريفة أنّ رسول الله ﷺ يوم الخندق كان يعمل مع أصحابه في حفر الخندق ويحمل التراب على كتفه مشاركة منه لأصحابه.
قال الشاعر أحمد محرم -رحمه الله-:
وبـلوتُ أسـبـاب الحـيـاة وقـسـتُهـا … فَـــإِذا التَـــعــاوُنُ قُــوَّةٌ وَنَــجــاحُ