لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }

أ/ محمـد الجلمود الغامدي (مهتم بالمبادئ والقيم)

0

 قيادة وقيم

( لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ )

  • باستطاعة كل إنسان أن يتقدم أو يتأخر في أي طريق يسلكه؛ فالحياة مضمار واسع للتنافس والسباق، ينظر إليها البعض من ناحية دنيوية مادية بحته، والموفق ” وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَة وَسَعَى لَهَا سَعْيهَا وَهُوَ مُؤْمِن فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيهمْ مَشْكُورً “، ومن الواضح أن السعي يكون في الحياة الدنيا؛ وهذا يقودنا إلى القول أن تطوير الذات لم يعد ترفا؛ بل يعد -في رأيي- من السعي المشار إليه في الآية الكريمة إذا ابْتُغِي به وجه الله وطلب رضوانه ونيل ماعنده، وهو مطلب من متطلبات الحياة يحتاجه الجميع، والعبرة فيه بالنهايات فإما أن يكون نجاحا في الدنيا وفلاحا في الآخرة، وإما سقوطا في الدنيا وخسرانا في الآخرة.
  • *تطوير الذات* مصطلح حديث ولو تأملنا فيه بعمق وتتبعنا الكثير من الآيات والأحاديث النبوية لوجدنا أصله مرتبطا بديننا، على سبيل المثال: سورة *إقرأ* فيها أمر إلهي لنا بالقراءة، والقراءة إحدى طرق تطوير الذات كما هو معروف، وبإمكان الشخص أن يتقدم فيه ويستزيد منه في شتى المجالات، وبإمكانه أن يتقاعس ويتكاسل ويتأخر، كما هو الحال في أمور كثيرة من أمور الحياة
  • “فتطوير الذات” هي فكرة أصيلة في المفهوم الإسلامي وفي الثقافة الإسلامية -أكثر من أي شيء آخر-، كما أن تطوير الذات يُرقّي ويُزكي الإنسان ويخلّصه من الكثير من عيوبه ويصحح له من أخطائه ويكمّل جوانب نقصه في حالة اتباعه للمنهج الصحيح، ويجعله يسمو بنفسه ويرتقي بها إلى معالي الأمور بقدر سعيه في الدنيا، حتى يكون عبداً صالحاً لله أولاً، وإنساناً نافعاً لنفسه ولمجتمعه ثانياً، *ولا يكون ذلك إلا لمن شاء الله له أن يتقدم*.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.