لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

بحـر المعرفـة .. كيـف و لمـاذا ؟

أ/ محمـد الجلمـود الغامـدي (مهتم بالمبادئ والقيم)

0

قيـادة و قيـمـ

بحر المعرفة.. كيف ولماذا ؟

• منذ أن خُلقنا ونحن نبحث عن المعرفة بكل ما أوتينا من بصيرة ووعي، وباستخدام الوسائل المتاحة لدينا، ودائماً ماتزداد رغبتنا في معرفة المزيد؛ فهذه طبيعتنا والتي تتطور وتتغير بوعي أو دونه، حتى نجد المعنى والفهم المناسب لحياتنا، إذ لا يمكن إدراك الأزمنة وما حدث ويحدث وسيحدث فيها إلا من خلال فهمنا الناتج عن المعرفة، فكلما ازدادت معرفتنا ازداد فهمنا لذواتنا ولمحيطنا القريب، ولما يدور في العالم من حولنا.

• أما العالم فهو يمر بتحولات كبرى متسارعة جداً بحكم اتساع المعارف وعمقها وقوة تأثيرها على الأفراد والمجتمعات، ومع ذلك؛ فغالبية الناس لا يشعرون بها علماً أنهم جزءاً لا يتجزأ من هذه التحولات الكبيرة؛ فإن لم يرسموا أهدافهم، ويخططوا لمستقبلهم ومستقبل أجيالهم، ويكون لهم [بصمتهم المعرفية] الخاصة بهم في هذا العالم المتغير والمتسارع، وتطويع هذه البصمة في الاتجاهات الصحيحة بشكل جيد بما يحقق آمالهم ويلبي متطلباهم؛ وإلا فإنهم سيكونوا ضمن أهداف لقوى كبرى، تعرف لماذا؟ وكيف تخطط؟ وتنفذ؟ وتقود العالم نحو رؤيتها وفلسفتها التي تحقق مصالحها وطموحاتها؛ فالذين لا يسعون إلى المعرفة ولا يهتمون بها، ولا يكرسون جهودهم ويبذلون أموالهم وأوقاتهم في البحث عنها وتتبع مصادرها فهم يشبهون ركاب الطائرة عندما تتحرك وتنتقل من مكان إلى آخر ومن قارة إلى قارة دون أن يشعروا بسرعتها وارتفاعها وتنقلاتها، وقد يظن البعض أنها لا زالت رابضة على أرض المطار .

• القراءة المتأملة والكتابة الناضجة تعدان من أفضل الطرق وأسهلها لتحقيق المعرفة، بالإضافة إلى استخدام الحواس الخمس لنقل الواقع، وإعمال العقل بالتفكر والتأمل، ومن مصادرها أيضاً التجارب الحياتية، وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات لها، فكلما كانت التجارب قاسية وصعبة كلما كان أثرها المعرفي أكبر وأعمق، فالمعرفة تؤهل الإنسان على إدارة أمور حياته بشكل مستقل، وعدم السماح للغير بأن يتحكموا في أي جانب من جوانبها، أما المجتمعات التي تمتلك المعرفة وتديرها بشكل صحيح فهي تمتلك قواعد القوة والتقدم والنهوض، ومن ثم الارتقاء في سلم الحضارة الإنسانية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.