لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

القيـادة بـقيم عُليـا

أ/ محمـد الجلمود الغـامدي (مهتم بالمبادئ والقيم)

0

قيـادة و قيـم

القيـادة بـقيم عُليـا

  • يتحدث الناس دوماً عن القائد والقيادة وهناك مئات المؤلفات ، ومثلها من البحوث، والمحاضرات، والدورات، تحوي العديد من التعريفات لتلك المصطلحات على سبيل المثال ؛ 
  • القيادة هي: “القدرة على التأثير في الأفراد ،وجعلهم يرغبون في إنجاز أهداف المجموعة “، وأيضاً ” القدرة على تحفيز وإثارة اهتمام مجموعة من الأفراد ، وإطلاق طاقاتهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة بكل فاعلية وحماس “، وغيرها من التعريفات المتقاربة في مجملها إلى حد كبير .
  • لكن ..لم أجد أو أقرأ-على الأقل في الكتب التي قرأتها في هذا المجال – عن القيادة بالدين – كقيم عُليا توجه القائد نحو تحقيق أهداف دنيوية وأخرويه، وإلى تحقيق الغاية النهائية التي خُلق الإنسان من أجلها فالدين كقائد للإنسان يوجهه إلى القيام بدوره في الحياة بالطريقة الصحيحة، وفي موضعه ووقته المحدد ، كما انه ينمي عقلة ، ويهذب أخلاقه ، ويزكي روحه، ويصلح حاله، ويجعله قائداً لذاته قبل ان يكون قائداً على غيره وقد عُرف أن القيادة تبدأ من الذات نفسها ، قال تعالي : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }
  • الدين هو روح الأجساد ، وهو المحرك للعقول ، والأحاسيس ، والمشاعر ، حيث يوجهها نحو غاية مرسومة سلفاً أرادها الله لها، وبدون إتخاذ الدين كقائد موجهه للإنسان نحو تحقيق اهدافه يصبح الإنسان جسداً- يعيش في هذه الحياة – بلا روح؛ فالدين منهج شامل بكل مافي الحياة بما في ذلك الحياة وهو ضابط السلوك؛فكل الفلسفات والنظريات والكتب التي ألفت ، والمحاضرات التي ألقيت، والدورات التي أقيمت، لا يمكن مقارنتها بالدين كقائد للإنسان ، وموجها له نحو تحقيق أهدافه ، والوصول إلى غايته الكبيرة المرجوة .
  • القادة في عصر الرسول-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، وفي عهد الخلافة الراشدة ومن جاء بعدهم ، كان قائدهم ” الدين ” وبالتالي جعله قائداً وموجهاً لهم ، ومنهجاً لطريقهم ؛ لذلك كانوا قادة العالم وسادته بلا منازع ، قال عمر- رضى الله عنه- ( لوددتُ أنَّ لي ملء هذا المسجد رجالاً من أمثال أبي عبيدة استعملهم في الإسلام ).

القيادة بالدين تحقق للقائد القوة، الأمانة, الأخلاق، المبادئ، القيم، القدوة الصالحة ، سداد الرأي ، صحة إتخاذ القرار ، كل ما يحتاجه القائد الناجح في قيادته .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.