إضاءة في القيادة والتأثير
المزيد من المشاركات
- مرت بي خاطرة جميلة استوقفتني كثيراً، وفحواها أن( قطرة الماء في بيت النمل تعتبر بحراً، والأشياء ليست بحجمها دائماً بل بتأثيرها ) فتذكرت حينها القادة ودائرة التأثير.
يرتبط بقاء الأثر القيادي بعد مغادرة القائد لمنظمته بأمور كثيرة؛ لعل أهمها دائرة التأثير التي كلما اتسعت طال بقاء الأثر، وكلما ضاقت دائرة التأثير قلّ بقاء الأثر. - وهذا التأثير في الغالب يتعامل مع جانبين هما: المنظمة والأفراد، فبعض القادة يمارسون التأثير في منظماتهم من خلال ملامسة هموم أفرادها من الحارس حتى القريب المجالس، هذا القائد يتعامل مع المشاعر ويمنح جميع أفراد منظمته من وقته ولو كان قليلاً، قائد يزرع بذرة الولاء والانتماء بينهم، مثل هذه المواقف لا يمكن أن تمر عابرة لأنها في داخل النفوس سابرة، فينعكس هذا الأثر في نفوس الأفراد عملاً وإنتاجاً وبالتالي على المنظمة.
- هذا القائد بعد رحيله سيتحدث عنه الجميع؛ لأن (الناس شهود الله في أرضه)، فلو ابتسم وألقى السلام على من يقف حارسا أمام باب إدارته لترك أعظم الأثر، ولو توقف في يومٍ من أيام الأسبوع وحاور هذا الحارس متحدثاً معه عن احتياجاته ومدى ارتياحه لترك أثراً ما بعده أثر.
- ولكن على النقيض هناك قادة لا يعرفهم سوى ثلاثة- الباب والسكرتير وكرسي المكتب-، هذا القائد بعد رحيله لن يتحدث السكرتير عنه، لأنه غالباً سيرحل برحيله، وحتى لو تحدث عن هذا القائد إن صح إطلاق هذا الوصف عليه فسيكون الحديث في دائرة التأثير الضيقة، ويتبقى باب المكتب وكرسي القيادة والجمادات تلتزم الصمت.
- في الختام القادة وفق تصنيف التأثير نوعان: قائد بمجرد دخوله سيبتهج بقدومه الحارس قبل المجالس، لأنه غرس بذرته في كل ركن من أركان منظمته حباً وتعاونا وإنتاجا؛ فهو يدخل وعينه تبتسم وتتابع الأحياء والجماد، وقائد بمجرد دخوله ستغيب الابتسامة غالبا لأنه دخل وعينه على الجماد فقط وأقصد بالجماد ذلك الكرسي الوثير الذي بمجرد دخوله لإدارته كان هو الهدف المبتغى.
- هل تذكرون البذرة التي غرسها صاحب التأثير؟، البذرة أينعت وأصبحت شجرة، وها هو بعد رحيله يستظل بها ذكراً طيباً بعد رحيله.
أما القائد الذي كان همه ذلك الكرسي، هو أيضاً رحل ولم يتبقَ بعد رحيله سوى الكرسي الذي ربما تم تغييره بعد رحيله.
