لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

هل تتلف كثرة الطهاة الشوربة ؟

د/ بانا بنت محمد وليد حسناتو (دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط)

0

هل تتلف كثرة الطهاة الشوربة؟

 

تعتبر عملية إتخاذ القرار من المهام الأساسية للقادة ، ويستهلك القادة جلّ أوقاتهم في صناعة القرارات ، ولقد يلجأ بعضهم إلى تشكيل اللجان وجماعات المراجعة للتخفيف من مسؤولية القرار وتبعاته وطمعاً في تجويده، ولكن متى تتفوق القرارات 

الجماعية على القرارات الفردية ؟ وهل دائماً القرارات الجماعية أفضل من الفردية ؟

بعض المشاكل التي تواجه القادة ذات طبيعة معقدة مثل إندماج شركة مع شركة أخرى، مشروع كبير، عقد شركات ، هذا النوع من المشاكل تتجلى فيه ضرورة إتخاذ قرار جماعي، قرار يعتمد على خبرات الأفراد المتنوعة ومهاراتهم المتكاملة، ولديهم القدرة على التواصل الفعال في مناخ تنظيمي أمن يستطيع أفراد الجماعة التعبير عن آرائهم بحرية ولديهم. القدرة على الإقناع والإستدلال المنطقي على صحتها.

في الجهة المقابلة حيث المهام البسيطة ، تبدو القرارات الفردية أكثر فاعلية وجودة وسرعة ودقة إذا ما إعتمدت على الخبرة والدراية والمعرفة لدى متخذ القرار. كما أن القرار الفردي يعد الأكثر فاعلية في المشاكل التي تحتاج إلي حلول إبتكارية .

وعلى ذلك فإن القرارت الجماعية تتفوق على الفردية وفق الإعتبارات التالية :

  • أن تكون المشكلة _محور القرار_ معقدة.
  • تتنوع مهارات ومخبرات أفراد الجماعة.
  • تتكامل تلك المهارة في تناغم .
  • يتواصل أفراد الجماعة بطريقة فعالة.
  • يتقبل الجميع الأفكار الجيدة والجديدة .

بينما تتفوق القرارات الفردية في المشاكل البسيطة والمشاكل التي تحتاج إلي حلول إبتكارية .

وتبقي مسؤولية تحسين فعالية عملية إتخاذ القرارات وإختيار الأنسب منها بهدف تحسين العائد ، من التحديات التي تواجه القادة،

فمتى يتخذ القرار بنفسه ، ومتى يسند مهمة إتخاذ القرار إلي جماعة، ومتى يسندها إلي فرد؟

وبالعودة إلى الشوربة تبادر إلى ذهني سؤال أخر :متى تتلف كثرة الطهاة الشوربة؟

مما لاشك فيه أن القرارات الجماعية تحظى بقبول كبير في المنظمات المعاصرة، وذلك للعديد من المزايا التي تتمتع بها، وأول هذه المزايا هو زيادة المعلومات والمعارف المتاحة لإتخاذ القرار، والتخصصية التي يتمتع بها كل فرد من أفراد الجماعة مما يؤدي إلى تحسين جودة القرار، فكل فرد متخصص في مجال معين ولديه المعلومات الدقيقة عنه، زيادة على ذلك تعتبر أكثر قبولاً مما يجعلها أكثر قابلية للتنفيذ مما لو كانت فردية .

ولكن من جهه أخرى على القائد أن يعيي وجود بعض العيوب للقرارات الجماعية والتي تؤدي إلى إنخفاض مستوى جودتها؛ وذلك للعمل على تفاديها والحد منها، وأبرز هذه العيوب التفكير الجماعي ويقصد به إستجابة أعضاء الجماعة إلي ضغوط زملائهم في الموافقة على قرار معين أو تأييده رغم وجود بعض التحفظات عليه أو الإعتراض عليه كلية، ويحدث التفكير الجماعي عند وجود درجة عالية من التماسك بين أفراد الجماعة تأدي إلي ضغوط لإلزام الأعضاء بقرارات الجماعة والقناعة أن قرارات الجماعة هي دائماً الأفضل ومن ثم يتبعها فشل في التفكير في جميع البدائل، والتردد في فحص كل الخيارات، والتحيز وعندم الإستفادة من جميع المعلومات مما يؤدي إلي قرارات ضعيفة وللتغلب على التفكير الجماعي والعمل على جودة القرارات الجماعية لابد من إتباع القائد الإستراتيجيات التي تضعف العوامل المسببة له، ومنها :

تشجيع أعضاء الجماعة على الشك في جميع الحلول، والعمل على تفادي الحصول على إتفاق مبكر وذلك من خلال توجيه الأسئلة التي تحمل طابع الشك لتشجيع مناقشة الجوانب الإيجابية والسلبية للقرارات، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة نواحي القصور في القرارات من خلال سؤال أفراد الجماعة عن شكوكهم المرتبطة بقرار الجماعة وذلك للتخفيف من شعور الكمال الذي يسهم في جودة التفكير الجماعي، كما يفضل مناقشة القرار قبل إقراره وبعد فترة زمنية وذلك لإختبار مدى نضجه لدى أفراد الجماعة 

أخيـراً… كلمة للقيـادي :” لكل شوربة وصفة سرية، تعرف عليها واستمتع بالنتيجة ” .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.