لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

القيـادة بالتخطيط الاستراتيجي

أ/ حمد الدوسري (المستشارالإداري والتدريبي)

0

تجارب قيادية

القيادة بالتخطيط الاستراتيجي

 التخطيط الاستراتيجي هو: تحديد أنظمة ولوائح وإجراءات وقرارات مستقبلية يتم تبنيها فرديًّا وجماعيًّا من أعضاء المنظومة للوصول لتنفيذ وتحقيق خطة المنظمة بأعلى درجات الكفاءة وجودة الأداء.

  وتقوم المنظومة الاستراتيجية على عدد من العناصر أو المكونات تُكمِّل بعضها بعضًا، فإن نقص أحدها أو قلّ التركيز عليه من القائمين على المنظمة أو الموظفين فيها أثّر في بقية المكونات، لذلك على كلًّ من القيادات (العليا- الوسطى- الدنيا) معرفة هذه المكونات وإبرازها أمامهم والوعي بها وتطبيقها حتى على المستفيدين من أعمالهم وإنتاجهم.

ولعلّ من أبرز هذه العناصر:

الرؤية- الرسالة- الأهداف- القيم- الهُوية- الميثاق الأخلاقي- معايير ومؤشرات الجودة- العوامل الداخلية- البيئة الخارجية- الهيكل التنظيمي- الوصف الوظيفي- إدارة وقياس الأداء.

  ووضع هذه العناصر بمكوناتها وقوانينها ينبغي أن يكون بداية من منسوبي المنظمة، فهم أعلم بإدارتهم لها وباحتياجاتهم العملية والتقنية ومهاراتهم وقدراتهم الشخصية، ومن ثمّ يمكن عرض ما قاموا به من تأسيس لهذه المكونات على الجهات الاستشارية للتطوير والإضافة والتعديل، وقد قيل: ما يمكن قياسه يمكن إدارته وتحسينه.

   لذلك تفشل كليًّا أو جزئيًّا بعض قطاعتنا الحكومية أو الخاصة وتقع في المعوّقات الإدارية والتعقيدات التنظيمية عندما تعتمد في بدايتها عند وضع خطتها الاستراتيجية على جهات أخرى، وتنبهر بمسألة (مشروع دراسة الجدوى)، والبحث عن المثاليات الموجودة نظريًّا فقط، رغم قدرة بعض منسوبيها على بناء هذه العناصر، وامتلاكهم الأدوات والخبرات المناسبة لبنائها، أو أنها تأخذ جزئيات من هذه العناصر وتترك بعضها؛ رغبة في سرعة الحصول إلى نتائج مُبهرة لدى المسؤولين أو أمام المجتمع.

   فالقيادة التي تعمل بالتخطيط الاستراتيجي معتمدة على واقعية هذه العناصر تحقّق نتائج واقعية ومرضية وحقيقيّة وليست وهمية ورقية فقط، تسير بمنظومتها المتطورة للأمام دون عوائق توقف العمل كليًّا أو جزئيًّا، وهنا تبرز مهارات الأفراد التي تعتمد على العمل الجماعي وتُكوِّن نتاجًا جماعيًّا لعمل المنظومة.

 وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى قيمة القيادة بالتخطيط الاستراتيجي فقال تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ “٤٧ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إلا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ “٤٨ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُون”٤٩) يوسف.

وفي السيرة النبوية شواهد تدلّ على أهمية عناصرالتخطيط الاستراتيجي وأوضح مثال على ذلك تخطيط الرسول مع صحابته رضى الله عنهم أجمعين قبل فتح مكة وفي أثناء الفتح وما بعد الفتح.

وفي ذلك يقول شاعرنا العربي المتنبي:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ .. وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها .. وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.