لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

الاستقامة وأثرها على القيادة

ا. محمد الجلمود الغامدي (مهتم بالمبادئ والقيم)

0

قيادة وقيم

الاستقامة وأثرها على القيادة

نسير في هذة الحياة،ونردد كل يوم سورة الفاتحة ، ولك أن تسأل نفسك أخي القارئ ، لماذا” اهدنا الصراط المستقيم”؟

ماهو الصراط المستقيم؟ ماذا نجني عندما نتبعه ونجعله منهجاً يقودنا في طرقات حياتنا؟عُرفت الحياة بتعرجاتها،ومنعطفاتها، وصعوباتها، وشهواتها، وملذاتها، ورغباتها ، مما يتطلب غالباً، أن يلزم المرء طريق “الاستقامة”، والذي يُعدُ الخطوة الأولى “للقيادة الذاتية” ، فبه يتمكن القائد من اتخاذ قراراته بعدالة وتجرد،وبه يرسم مساره دون انحراف ، ويحقق أهداف بكل وضوح ، ويصل إلى مبتغاه بكل يسر.

  • “القيادة” ليست فقط أن يكون لدى الشخص القدرة على قيادة الآخرين ، فقيادة الآخرين يجب أن يصحبها تأهيل ليكونوا قادة مستقبلاً، ويواصلوا المسير وذلك من خلال الاستقامة والقدوة والاتزان ، وكل ذلك يبدأ بقيادة الذات أولاً، وطريق “القيادة الذاتية” يبدأ بالاستقامة التي ندعو الله أن يهدينا إليها في صلواتنا، وتتجسد استقامتنا في السعي الحثيث للمحافظة عليها، وفي عمل للخيرات ، والنصح والإخلاص ، وخوفنا من الله ، ورجائنا فيما عنده ويتحقق بمدى تمسكنا بها ، وتطبيق ماأُمرنا به.
  • تعيننا الاستقامة دائماً على تحمل مسؤولية القيادة في مختلف الأحوال والظروف ، وتخلق لدى الشخص القدرة على قيادة ذاته أولاً على الصراط المستقيم فينتج عن ذلك رضا الله ،ثم حب الناس وتقديرهم واحترامهم وثقتهم وتقودنا الي السعادة في الدنيا والفلاح في الأخرة ، والفوز برضوان الله ، فالقادة تبدأ بعد “اهدنا الصراط المستقيم” ، والترقية في سلم القيادة يزداد بعد حالة من التعمق في فهم واستيعاب ” اهدنا الصراط المستقيم” ، فلو تتبعنا سير القيادة الأوائل، وفي مقدمتهم رسولنا وقدوتنا صلوات الله وسلامه عليه ، والخلفاء الراشدين _ رضوان الله عليهم_ من بعده ، والقادة الذين خل. التاريخ اسمائهم ، نجد أنهم أستطاعوا تخطي الوقوع في الزلل برشاقة فائقة بعد مسيرة طويلة في قيادة الذات على ذات المبدأ
  • فقيادة الذات على الإستقامة تعني ألا يكون الإنسان أسبراً للشهوات ، والملذات ، والغرور بالمنصب لذا يجب على القادة التشبث بأهداب “قيادة النفس” على قاعدة الاستقامة ، حتي يتمكن من تقديم أفضل مالديه كقائد ولو أتينا إلي قاعدة “الاستقامة” فسنجد أن أكثر الناس عرضة للميل عنها ، واحتمالية دخولهم في طرق معوجة أكبر، بعيداً عن الصلة بمسار قيادة الذات ، فالقائد المتمكن هو الذي يستطيع أن يغير هذا الإتجاه من خلال فهمه العميق لمفهوم الإستقامة ، لان عدم فهم القائد لهذا المعني العظيم بكون سبباً في تشتت جهوده، وتبعثر أهدافه ، والحول بينه وبين تحقيق غايته الحقيقية من وجوده ، وهذا لا يجب أن يكون على حساب مسار “الاستقامة الأساس”
  • القائد الحق هو الذي يشق طريقه للنهاية بكل انسيابية بحكم نعمة “الإستقامة” ، والتعمق في فهمها وتطبيقها فأفضل القادة والأعلى مكانة في الدينا ومنزلة يوم القيامة هم الذين تميزوا بتعلقهم القوي والمركز على مسار ” اهدنا الصراط المستقيم” في قيادتهم لأنفسهم، وعند قيادتهم للآخرين لذلك تخبرنا الآية الإرشادية الربانية ، بأبا ننشغل بغير طريق الإستقامة عندما نكون قادة ، ويكون لنا سلطة ، ومكانة، وأتباعاً.

الخلاصة : إن الله إذا استجاب للإنسان القائد هذا الدعاء “اهدنا الصراط المستقيم “، فإنه سيكون قائداً لنفسهم بالضرورة قبل أن يكون قائداً لغيره والهداية الحقيقية على الصراط المستقيم تصل بالقائد إلي الفهم العميق لمعني القيادة.

فلا قيادة حقيقية دون إستقامة ولا إستقامة دون قيادة ذاتية مبنية على مبدأ “اهدنا الصراط المستقيم”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.