تجـارب قيـاديـة
القيـادة بـالصف الثاني
* الصف الثاني هم مجموعة موظفين لديهم مهارات وإمكانات وخبرات مناسبة لوظائفهم الحالية يتم تهيئتهم ليكونوا بدلاء بالإحلال والتعاقب الوظيفي لشاغلي الوظائف القيادية عند الحاجة النظامية لذلك ، فهم قادة جاهزون في المستقبل بديلاً للقيادات الموجودة حالياً .
* ويشترط في الصف الثاني من القيادات أن تكون لديهم الرغبة الشخصية والملكات الذاتية والقدرة النفسية والجسمية والذهنية في على إكتساب المهارات القيادية التى يتم تهيئتهم لها من خلال التدريب عليها ومما إكتسبوه من تجارب من خلال مرافقتهم لقيادتهم وإطلاعهم على ممارستها وقراراتهم وتوجيهاتهم اليومية .
* ومما يقلل من وجود الصف الثاني من القيادات الجاهزة في المنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة عدم إحساس المسؤول الأعلى بأهميتهم متعمداً أو جاهزاً بذلك ، والخوف من بروزهم ومن ثم توقعه بأنهم سيحلون مكانه فيفتقد كرسيه الذي انتصب عليه، والمميزات التى يحصل عليها من داخل جهه عمله أو خارجها ، وستقل وجاهته الإجتماعية ممن حوله كما يعتقد هو، وكأنه سيبقى مخلداً في هذا المكان، أو ترشيح قيادات للصف الثاني لا تمتلك المهارات القيادية والقدرات الذاتية فتدير العمل بطريقة خاطئة، أو اجتهادات شخصية، فيكون من حوله محتاجاً له في نظره ، ولا يستطيع سد مكان المسؤول ، مما يضعف الإنتاج ويقلل الأداء، وربما يوقف العمل بوجود القائد أو عند رحيله .
* وحتى يكون القادة في الصف الثاني جاهزين فهم يحتاجون إلى التدريب والتطوير والتجريب وممارسة المواقف القيادية مثل :- مهارات التخطيط، وإتخاذ القرارات، وبناء فرق العمل المختلفة، والتفاوض ،والتفويض لهم وللأخرين ، وتوقع المشكلات وممارسة الحلول المشابهه لها في الواقع الإداري،والإطلاع على الأنظمة واللوائح والتعميمات والتعليمات التى ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بتخصصاتهم أو اعمالهم التي يمارسونها حالياً أو المتوقع ممارستهم لها مستقبلاً .
* وهذا الإحتياجات تنبع من طرفين هما : القيادات العليا وإعتقادهم بقيمة زملائهم وإيمانهم بدورهم من بعضهم، وموظفوا الصف الثاني الذين ينبغي عليهم الحرص على تطوير المهارات القيادية بأنفسهم دون إنتظار الدعم من غيرهم ، فهم أعلم بذواتهم واعرف بقدراتهم واحرص على تطوير انفسهم .
* والشواهد المؤيدة على الاهتمام بهذه القيادات المتعاقبة لها أصول في شرعنا العظيم وتراثنا المجيد، قال تعالى :- {واجعل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي } طه ٣٦
وفي السيرة النبوية الشريفة كلف صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة في عهده بقيادة السرايا ،والتولي الإفتاء واختص موفدين ، ومبعوثين للأمم الأخرى ، وكتاباً للوحى .
قال الشاعر بشامة النهشلي -رضى الله عنه- :
وليس يهلك منّا سيدّ أبداً .. إلا إفتلينا غلاماً سيداً فينا