دردشـة قيـاديـة
تعريـف القيـادة
في يوم عمل مر ثقيلا على الجسم والذهن والنفس معا، اكتظت ساعاته بالتدريب والتوجيه الشخصي.
وكلها حول ذات القصة، قصة ” القيـادة ” فهي البطل والأحداث وهي المشكلة والحل .
ورغم ثقل اليوم، لم ينفك ذهني بنهايته أن يكيل اي الأسئلة، ودار الحديث التالي بيني وبينه:
ذهني : كم مرة ذكرت ” القيادة ” في حديثك اليوم ؟
أنا: لا أدري بالضبط، ولكن أظنني تخطيت الخمسين مرة.
ذهني : وكيف لك أنت تقيسها؟ ولا تذكر لي صفات، بل أخبرني كيفية تحديد “القائد الناجح” بالأرقام ،اختر لي وحدة قياس
لنقل مثلاً: القائد الناجح هو من يضئ ١٠٠ وحدة قيادية في الساعة
أو هو من يزن ١٠٠ كيلو قيادي
أو من يبلغ الـ ١٠٠ متر قيادي
كيف تقيسها؟
أنا: هممممم ، أنا متأكد أنك مخطئ ياذهني العزيز فالقائد يُعرف من صفاته.
ذهني : هات ما عندك !
أنا: القائد شخص ناجح في تحقيق أهدافه.
ذهني: العالم مليئ بمن يحققون أهدافهم في مجال ، ثم يفشلون في تحقيقها في مجال آخر أو مكان آخر أو مع أناس آخرين.
حتي الناجحون حاليا، أغلبهم ذاقوا الفشل من قبل .
أنا: فلنقل إنه يستطيع التأثير على الناس للقيام بعمل ما.
ذهني: أرأيت إن كنت أنا سارقك ووجهت لك سلاحي مهددا، ألست أملك التأثير وقتها عليك لتعطيني مالك؟
أنا: حسناً، لنقل أنه من يقوم بعمل ذي قيمة بشهادة من حوله
ذهني الذي أكاد اسمع قهقهته ، كثيرة هي القيم وعكسها
- أبحث مثلا في جوجل عن guy thuerk ستجد أنه أول من أرسل ٣٠٠ رسالة ترويجية وكان رائد فكرة الترويج عبر الرسائل الإلكترونية، فأطلقوا عليه وقتها Father of email marketing
- وبعد عدة أعوام فقط أكتشفوا أن ما فعله من إرسال رسائل لأناس لا يعرفهم هو عمل ينافي القيم فعدلوا اللقب إلي Father of the spam
أنا: أتبعتني ياذهني، ماذا تريد أن تقول؟
ذهني: الخلاصة أنه ليس هناك تعريفات ثابتة موحدة جامعة مانعة للهلام المتحرك الذي يدعى “القيادة”
ولكن ما نفعله هو محاولات لوصفها، اقترنت هذه المحاولات بأمثلة لأشخاص من الحياة.
وكلما اجتهدنا في وضع تعريف لها يظهر معني آخر يساعد علي فهمها ، وكل تعريف له مرتكزاته وستجده نافعاً في وقته وظرفه وسياقه، وستجد من يأتي مستقبلاً بتعريف جديد ينظر للقيادة من زاوية مختلفة .
