لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

القيـادة بالإتصال غيـر اللفظـي

أ/ حمـد الدوسـري (المستشار الإداري والتدريبي)

0

تجـارب قياديـة

القيادة بالاتصال غير اللفظي

 

  • الاتصال غير اللفظي هو ما نستعمل فيها عمليات الإشارات الجسدية والتصرفات الشخصية وتعبيرات الوجه والصور والرموز في إيصال رسالتنا (القيم- المعاني- الأفكار) للآخرين، وهو ما يُعرف بتكرار الاتصال اللفظي بغير اللفظي.
  • لذلك نجد المرور وضع إشارات بألوان مختلفة ولوحات تعبيرية في الشوارع؛ لتوجه مستخدمي الطرقات، ونجد الصحة قد وضعت لوحات إرشادية وتعبيرية في الأماكن العامة والمستشفيات؛ لتوجيه ونصح المواطنين وخاصة المرضى، وحكام المباريات المختلفة يستخدمون الراية والكروت الصفراء والحمراء وبعض حركات الأيدي والأصابع لتدل على شيء معين في أثناء ممارسة اللعبة.

وقد تطوّرت علامات الاتصال غير اللفظي في وسائل التواصل التقني الحديثة؛ لتعبّر عن حالة المُرسل وكيفية إيصالها للمستقبل، فاختصرت ألفاظا مكتوبة وعبارات توجيهية منمّقة وغير منمّقة.

  • فالقائد المتمكن هو الذي استطاع تطويع علامات الاتصال غير اللفظي الإيجابية” القديمة والحديثة واتفق مع زملائه على كيفية ومتى استخدامها؟ بشكل واعٍ عند الحاجة إليها بينهم.

لذلك على القائد معرفة متى يستخدم (الابتسامة- حركة العين- الوجه- الرأس- الإيماءة- حركة الكف- الذراع- اللمس “المصافحة”- أبعاد المسافات– التقارب– الوقوف- الجلسة- المشي- التواصل البصري- نبرات الصوت، وغيرها).

  • ويعرف كذلك كيف يلبس لباساً معينًا، ويُنسق ديكور مكتبه- ونوعية الروائح التي يتعطّر بها أو في مكتبه، ويجيد استخدام الرموز التعبيرية غير اللفظية التي برزت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة إذا كان يستخدم أيًّا منها.
  • فاستخدام الاتصال غير اللفظي عند القائد يختصر عليه ألفاظًا وكتابات وتوجيهات كثيرة، ويعبّر عما في داخله من رغبات وتعليمات ومشاعر بسرعة, تساعد موظفيه على الإنجاز وعدم الوقوع في أخطاء تفسير الاتصال اللفظي رغم أنهما صنوان، ويقُدّم لهم الشكر والامتنان عاجلاً على أعمالهم وإنجازاتهم دون الدخول في بيروقراطية الخطابات المكتوبة.
  • ولنا في ديننا وتراثنا الإسلامي والعربي شواهد على استخدام وسائل الاتصال غير اللفظي:

يقول تعالى: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى ٱلْمَهْدِ صَبِيًّا) مريم: 9

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق

وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى:

   تَرَاهُ إذَا مَا جِئْتَهُ متَهَلِّلًا …  كَأَنَّكَ تُعطِيهِ الَّذي أَنتَ سَائِلُهْ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.