تجارب قيادية

القيادة باستقطاب الكفاءات

  القيادة باستقطاب الكفاءات هي: جذب واختيار أفراد قياديين مؤهلين بخبرات متميّزة، بناء على شروط ومعايير وظيفية قائمة على قواعد ومهام عملية ومهارات شخصية؛ لتنفيذ أعمال ومهام محدّدة تحتاجها المنظمات في القطاعين العام والخاص؛ للوصول للأهداف التي تم تحديدها مسبقًا.

   واستقطاب الكفاءات يتم من جهتين: خارجية ، وداخلية وذلك من خلال معرفة القيادات المُستهدفة بخبراتها ومؤهلاتها، ومدى مناسبتها لأداء المهام المحدّدة لها، وغالبًا يتم استقطاب الكفاءات الخارجية من خلال معرفة شخصية أو مقابلة أو انتاج مؤثر في المجتمع، أو أداء أعمال قيادية متميزة في مجالها، أمّا القيادات الداخلية فغالبًا هي قائمة بأداء أعمالها المتميزة ومستمرة فيها، وتحتاج من مجلس الإدارة أو المسؤول عنها أن يعرفها، ويُبعد الحواجز أو الأخبار التي تغطيها عنه؛ ليعرف قيمتها القيادية، وقيمة الأدوار التي تؤديها.

  وكلا الاستقطابين ممكن أن يتمّا من خلال الإعلان الوظيفي أو الترقية أو النقل لاختيار الأفضل، فالاستقطاب الخارجي وإن كان مناسبًا وفيه ضخّ لعقول وأفكار جديدة، فقد يُقلّل من التنافس الداخلي بين موظفي المنظمة، لشعورهم بعدم التقدير من المسؤول عنهم وتفضيل غيرهم عليهم، حيث تُعدّ عملية الاختيار في الاستقطابات من العمليات الحاسمة والمهمة في مستقبل المنظمات؛ لأن فشل هذه العملية سيؤثر على المدخلات والمخرجات.

  وأساليب استقطاب الكفاءات البشرية تتنوع من جهة لأخرى، فقد يجمع بين أكثر من نوع استقطاب، ويُستخدم أكثر من وسيلة في آن واحد، لأن التركيز بعد وصول الكفاءات هو تحقيق الخطط المرسومة للعمل وتطويرها بما يضمن استمراريتها.

 والشواهد في مصادرنا على قيمة عملنا على القيادة باستقطاب الكفاءات تنطلق من قواعد وقيم تنبع من مصادر ربانيّة ونبوية ومكارم عربية أصيلة.

  قال الله تعالى حكاية على لسان موسى عليه السلام وفيه دليل على الاستقطاب الداخلي: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) طه، وفي آية أخرى حكاية على لسان ابنة شعيب وفيه دليل على الاستقطاب الخارجي: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين(26) القصص.

  وفي السيرة النبوية الشريفة يظهر لنا استقطاب الكفاءات من المصطفى صلى الله عليه وسلم في قصص الوفود التي تفد عليه لإعلان إسلامها، وفي قصة فتح خيبر، وفي قصة جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه.

 وفي ذلك يقول الشاعر عبدالله بن خميس عن الملك فهد– رحمهماالله-:

لا صديقاً غير الكفاءة يُدني       أو قريباً للحب يدني قريبهْ