لكل قيادي يبني وطنا ويصنع أثرا
أخر المقالات

قيـادة الفكـر الإعلامـي

أ/ هدى المطيري (باحث إجتماعي سياسي)

0

مساحـة قياديـة

قيـادة الفكـر الإعلامـي

  • لطالما ارتبط مفهوم الإعلام في نظري بمثلث متساويالأضلاع (الخبر المعلومةالأثر) لتشكل في النهايةالدعائم الأساسية لتكوين الرأي الصائب نحو واقع معين أو قضية ما، باعتباره أحد الوسائل الهامة نحوإيجاد رأي عام هادف ومستنير واع ومدرك لما يدورحوله بفهم وعقلانية .
  • إلا أن المتابع للإعلام وما يملكه من قدرة وخاصة فينشر الأفكار والتأثير في الناس يجد أنه أصبح يُستخدم من الناحية التطبيقية للتأثير الانفعاليوالعاطفي على المتلقي  إما عن طريق نقل الأخباروالحقائق وإغفال البعض الآخر والتي قد تكون بذاتالأهمية، أو عن طريق صنع الخبر بصورة تبعده كلالبعد عن واقعه الحقيقي  فيما يعرف (بالفبركة الإعلامية) والتي طالت كل المجالات سياسية كانت أوفكرية أو اجتماعية الأمر الذي جعل من هذا الأسلوبفي الصناعة الإعلامية المبني على الانتقائية وضعفالمصداقية وسيلة في إبعاد الإعلام عن دوره الحقيقيفي مخاطبة العقل لا العاطفة والبحث عن الحقيقة لاالمصلحة، فضلاً عن  صناعة رأي عام مُضلل في كثيرمن الأحيان،
  • فالعديد من وسائل الإعلام أصبحت تتبنى المزاج العام كسياسة عامة والذي هو في الأساس ضحية لهذا الإعلام، فأخذت تتغير وتتلون بتغير هذاالمزاج وعوضاً عن أن ترتقي بالرأي العام لمزيد منالوعي والموضوعية أصبحت تسعى لتعميق الجهل والسطحية!! وتبني التعصب والطائفية، والغلو فيالرأي.  بل إنها أصبحت تجير الرأي العام وُفق توجهاتها بحجة شفافية وحرية الطرح الذي لا يرى أن للحرية حدودا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ولاتدرك أن لقيادة الرأي  أبعادا قد تكون مدمرة  أن لم يُقاد  إلى أهداف بناءة.
  • وهنا يأتي التساؤل المُلح ما دور قادة الرأي والفكر في تصحيح هذه المعادلة؟ والتي في رأيي المتواضعوبعيداً عن نظريات القيادة وتعاريفها ومجالاتهاتعد من أقوى مجالات القيادة على الاطلاق لتأثيرها البالغ من جهه، وقوة وسائلها من جهه أخرى وما يشكلهالإعلام من قوة ناعمة كأحد أبرز تلك الوسائل وأهمها لقيادة الرأي العام وتوجيهه، والتي أجد أنه مع مانشهده من تطور تقني هائل ومتسارع في  وسائلالاتصال والإعلام وما أفضى إليه من اتساع تأثيرالإعلام وقوته  فإن الفرص مواتية  إلى حد كبيرللباحثين  في ميدان القيادة لأخذ زمام المبادرة في توجيه دفة الإعلام نحو أهداف أسمى و آفاق أرحب. 
  • وحيث إني راصده ومتابعة وكذلك من واقع كوني متلقية للإعلام بكل صوره  أرى أنه لا يجب أن تتم مسايرة ما هو سائد ورائج فالجانب المشرق للرسالة الإعلامية يحتم على الإعلام أن يضطلع بدوره في تثقيف الناسلا مسايرتهم، وأن يكون مرآه تعكس الفكر السليم ولاتلفقه، والأهم من ذلك

“أن يكون الإعلام ميدان إبداع لاحلبة صراع.”​​​​​

​​​​​​​​

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.