تجارب قيادية
القيادة بالنمذجة
- القيادة بالنمذجة هي: نمط قيادي يركّز على محاكاة قيادي أو أكثر لقيادي أو أكثر متميز في أداء أعماله، من خلال الاستفادة من استراتيجياته وأساليبه وخططه التنفيذية في تنفيذ مهامه ونجاحه فيها، مع مراعاة اختلاف البيئة المكانية والزمانية للمستفيدين، واختلاف طبائع وشخصيات العاملين معه، ومهاراتهم وكفاياتهم الأدائية.
والحاجة للقيادة بالنمذجة تنشأ من عوامل عدة منها: اختصار الوقت والجهد لوجود خبرات مجاورة متراكمة تتم الاستفادة منها، أو وجود قيادات لديها نقص في الخبرات والمهارات وتحتاج لتطوير عاجل، أو جديدة على العمل القيادي وتحتاج لخبراء حولها يساعدونها في الوصول للأفضل وأسرع الطرق وأفضلها، وإكسابهم أنماطاً سلوكية جديدة ومهارات معرفية عديدة في القيادة.
- وهذا يتطلّب من المُحَاكَى والمُحَاكِي بناء أهداف وقيم مشتركة جماعية بينهما، قائمة على قواعد نظامية وخطط استراتيجية،وإظهار الالتزام بقيم الثقة والتقدير والمسؤولية والشفافية،والاعتراف بقيمة كلٍّ منهما ومنفعة الآخرين، ونقل التجارب الإبداعية، ومراعاة الظروف المحيطة للعاملين لديهم وسلوكيات التطوير لهم، وتقييم مدى تحقّق النمذجة لدى الفئة المستهدفة.
- ومحاكاة القيادة بالنمذجة يظهر سرعة الإنجاز، وتحقيق الأهداف المؤدية للنجاحات المطلوب تحقيقها من المستفيد، والتي بناها على فكر واعٍ وقواعد متينة استقامت عن من حوله الذين سبقوه في هذا المجال، في حين لو ذهب يبحث عنها في كتاب أو بحث أو دورة تدريبية لأخذت منه التفكير والتحليل العميقين والوقت الطويل، مع الحذر من الوقوع في عيوب النمذجة ومنها: التقليد الكامل بدون وعي لها دون مراعاة الاختلافات المذكورة أعلاه، أو التقليل من نجاحات أحد الطرفين، أو نسبة النجاح لأحدهما دون الآخر، أو نسيان اللاحق لفضل السابق.
والشواهد على قيمة عملنا على القيادة بالنمذجة تنطلق من قواعد وقيم تنبع من مصادر ربانيّة ونبوية ومكارم عربية أصيلة.
قال الله تعالى موجهًا خطابه للرسول ومن بعده من صحابته وتابعيه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) النحل.
وفي السيرة النبوية الشريفة تظهر لنا القيادة بالنمذجة جلية بين المصطفى وأصحابه حيث
شرح لهم في أحاديث كثيرة تطبيقات نموذجية عن الصلاة فقال: “صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ“ رواه البخاري.
وفي ذلك يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-:
تَـعَـلَّـمْ فَـلَـيْـسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا وَلَـيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَـبِـيـرَ الْـقَـوْمِ لَا عِـلْمَ عِنْدَهُ صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ
وَإِنَّ صَـغِـيـرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِمًا كَـبِـيـرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَـيْـهِ الْـمَـحَافِلُ